Saturday, June 30, 2007

جمال فتحي

ساعات ياخدني الليل لحدك
وساعات يحدك عني ليل
وساعات
ساعات
قلبي اتهرا
مفضلش فيه حاجة
قلبي اللي صار هلاهيل
يشوفك يكتمل نوره وتكتمل حرقته
لايص ف أرضك لا جدار ولا خيمة
والروح بتزعق زعقة الغرقان
وعنيكي ع البر واقفة بتبتسم


تقيم جماعة مغامير الأدبية ندوة لمناقشة شاعر العامية جمال فتحي
يوم السبت الموافق
السابع من الشهر الحالي في تمام السادسة
بمكتبة مبارك العامة
ديوان الشاعر جمال فتحي
ف السنة أيام زيادة متوفر على الرابط
http://www.box.net/shared/क्ज़४ब९ज़३क्ष४उ
باسم
मघमीर.रार
سعيدون بتواصلكم

Wednesday, June 27, 2007

يوميات رجل متردد

أحيانا ...

نفكر في الشيء ...

تستصوبه النفس ...

عصى على التنفيذ ...

سنخسر بعض ما نحب ...

حتى نحقق ما هو أصلح لنا ...

حينئذ ...

ننطق بالكلمات ...

حتى نمحو فرصة التراجع ...

كثيرا ما أختنق من الألفاظ .. اللغة .. المصطلحات ...

هل وضعناها من أجل سهولة أكثر في التعبير .. التفكير ..

أم من أجل تسهيل الأمر علي أنفسنا ..

لكل شيء لدينا مسمى ..

حتى ما يرفض المنطق أي تسمية له لأنه ببساطه خارج نطاق

الإدراك ..

بل نتعدى ذلك بكثير من المراحل .. فبعد أن نطلق الألفاظ علي

ما لا يصح تسميته .. نشغل أنفسنا بوضع توصيف صارم له..

ثم ننقسم فرقا تختلف في دقة اللفظ.. ثم نختلف علي التعريف ..

أتساءل أحيانا بعد كل هذه المراحل من تطور اللغة ..

هل حقا أصبحت اللغة وسيلة للتفكير ..؟

أم أصبحت عائقا له...

متاهة من الألفاظ .. المصطلحات .. التعريفات ..الألفاظ الافتراضية..

المصطلحات الافتراضية .. التعريفات الافتراضية ...

أحيانا أشعر أني أكره اللغة .. وكل ما يتفرع منها من ألفاظ ..

تعريفات .. اصطلاحات..أحاول التمرد..يراودني الحلم كثيرا .. أن أفكر بدون استخدام اللغة .. أحاول كالأبله.. يكون فشلي ذريعا .. أعود إلى اللغة ..

حانقا عليها .. كارها لها .. ذليلا.

أحيانا.. ننجرف إلى النقاش .. يمضي بنا الوقت .. يتعالي حماس كل منا لرأيه .. يتحول الحماس إلى شيء من التعصب ..

ترتفع نبرة الصوت .. وتتجمد الملامح .. أتحدث ..

تتحدث .. أتحدث ..

تتحدث .. أتحدث .. تتحدث .....

تهدأ نبرة الصوت عندما يتوصل كل منا بعبقرية منقطعة النظير

أنه حوار خال من الجدوى .. أنا لن نتفاهم قط ..

أحيانا يهيأ لي أثناء مناقشاتنا أننا لا نتحدث إلى بعضنا البعض

بل يردد كل منا أفكاره وقناعاته الخاصة كالآلة..

أتحدث.. تصل إلى كلماتها باهته من خلف ستار رفض الآخر ..

تتحدث.. تصل إليها كلماتي باهته من خلف ستار الاستهتار

بأفكار الآخر ...

أحيانا أشعر أننا نتحدث لغتين مختلفتين ذوات مخارج لفظيه

واحدة।

وليد خطاب


Tuesday, June 19, 2007

مدار


ماذا تبقى – أخبريني –

كي أزيلك من دمي

يا لوعة الحلم القديم

ويا أنين المعصم

ماذا وقد أطفأت في عينيك كل الأنجم

وقتلت في شفتيك لحن الناي

لحن ترنمي

عامان أخمد في هواك مراجلي

وأجر كالأسرى صليل سلاسلي

لكنني

رغما عن القلب المعذب أنهزم

وأعود أسلم رايتي للشوق كي لا ينتقم

عامان تسألني عيون الناس

تهوى ؟

أبتسم

عامان أقسم أنني صلب

وسرا أنقصم

عامان أحيا فوق حد السيف

أكذب

أنقسم

عامان .. هذا العشق ينهشني كشيطان نهم

واليوم – مثل النار – يفضحني دخاني المحتدم

اليوم – كالشلال – أسقط مرغما

ما أهون الفرس الجموح إذا ارتمى !

كل الجيوش تسرح الحرس القديم وتخضع

كل الصروح تعلن أنها تتصدع

عبثا تحاول هالة النور الفرار من القمر

عبثا تفكر هذه الأنهار يوما بالسفر

عبثا تدبر الأفلاك عصيان القدر

عبثا تمنى أن يموت هواه يوما

وانتظر

عبثا أحاول

إن دربك كالمدار .. بلا مفر

نزار شهاب الدين

من ديوانه الأول ( لماذا أسافر عنك بعيدا )

نزار شهاب الدين وديوان أول يعلن ميلاد شاعر متمكن ننتظر من الآتي

في الثالث والعشرين من الشهر الحالي تحتفل جماعة مغامير الأدبية بديوان شاعرها

وتقيم احتفالا بسيطا لتوقيع الديوان ومناقشته .

سيقام الاحتفال والتوقيع في تمام السادسة بمكتبة مبارك العامة بالجيزة ॥ المقر الأساسي للجماعة

في انتظاركم



Wednesday, June 13, 2007

مساواة


أول ما يتبادر إلى أذهاننا عند الحديث عن المساواة إذا كنا إسلاميي المرجعية ألا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ، نستخدمها لتوضيح أن الرب يساوي بين البشر متجاهلين أداة الاستثناء شديدة الوضوح ( إلا ) وندعي أن جميع البشر متساوون أمام الله ، ونتجاهل نص الآية ، أن التقوى تميز بينهم ولا تجعلهم متساوين إلا بتحققها ، ونتجاهل أيضا تعميمها .وسنترك هذه الرؤية قليلا لا لشيء إلا لأن مفهوم المساواة لدينا شئنا أم أبينا أصبح مرتبطا بمرجعيته الغربية .

مقتنع بأنه لا يوجد فاصل محدد لانتقال الأفكار البشرية أو لانتشار مفهوم معين ، ولكن إذا تمسكنا بهذه الطريقة سنتخذ من الثورة الفرنسية فاصلا تقريبيا يختلف مفهوم المساواة فيما بين القبل والبعد .

في وقت ما حين كانت الفردية سائدة كان النموذج المسيطر هو نموذج البطل في شتى المجالات، ليس شرطا أن يكون بطلا بمفهوم الجسد الخارق فقد يكون البطل صاحب فكر أو رسالة أو علم أو صاحب حكم .



فكرة البطل أو الفرد بقدر ما كانت تحتوي على حسنات كانت تحتوي على سيئات أيضا ، كانت المرجعية فردية سواء في الفكر أو العلم وأزعم أنها كانت تحقق من المنافع أكثر مما تحتوي من الأضرار ، أيضا هذه المرجعية امتدت إلى السياسة لتكون نظرية الحكم السائدة هي حكم الفرد .

ولكننا إذا دققنا النظر سنجد أن أسلوب التفكير كان عاما امتد إلى جميع مناحي الحياة فكما تم تطبيقه في الفكر والعلم كان طبيعيا إلى حد ما أن يمتد إلى أسلوب الحكم ليصبح فرديا .

وحين حدث العكس وهو ما سنصطلح عليه في حديثنا بمرجعية الجماعة وأهم مصطلحاتها المساواة خرجت هذه النظرة من حالة خاصة وهي حالة الحكم والسياسة لتمتد إلى شتى المجالات الأخرى وهنا كان الخطأ القاتل في مرجعية تفكيرنا .

حين قامت الثورة الفرنسية ادعت لنفسها أنها تريد تطبيق ما أطلقت عليه مبدأ المساواة بمعنى أنه لا يوجد ما يدفعنا إلى إعطاء أحد الأفراد حقوقا سياسية أو حقوق مواطنة أكثر من فرد آخر فالكل سواسية ، وادعت أن الحكم للشعب ، وأي قارئ سطحي لأحداث الثورة الفرنسية سيجد أنها لم تنفذ مبدئها هذا ليوم واحد بل تركت الرعاع يطيحون بحكم الفرد المتمثل في الأسرة الملكية ثم سيطرت هي على الحكم ، ثم انقلبت كالنار تأكل في نفسها فقتلوا بعضهم البعض حتى لم يبق من قادتها أحد يذكر في آخر الأمر .

ربما ساعد على انتشار الفكرة أن قادة هذه الثورة كانوا بالذكاء الكافي لكي يتخذوا من نظريات بعض مفكري فرنسا أساسا لمناداتهم بمبادئ ( الحرية والإخاء والمساواة ) ، وربما كان أبرز هؤلاء المفكرين بالنسبة لنا ( جان جاك روسو ) صاحب ( العقد الاجتماعي ) .

تنتشر فكرة المساواة كالنار في هشيم أوروبا كنقيض لمفهوم الفرد أو البطل لتصبح هي الأعلى صوتا ويتم بعد ذلك نقلها إلينا عن طريق سادة النقل عن الحضارة الأوروبية .


دائما كان من قبيل البديهيات بالنسبة للحضارات السابقة أن التحضر أو التقدم أو الرقي يمثل بمنحنى متذبذب بين الهبوط والصعود ، ولكن الحضارة الأوروبية هي الوحيدة على ما أعلم التي زعمت لنفسها أن منحنى تحضرها يمثل بخط مستقيم في اتجاه الزيادة دائما ولا تتراجع خطوة إلى الخلف أبدا ، بمعنى أن المفهوم الذي تنقضه أو تتركه لن ترجع إليه البشرية أبدا ، كمثال الأسلوب الديمقراطي في الحكم سيظل هو النموذج الأفضل في الحكم ولن يتم التوصل إلى نموذج أفضل منه ولن نعود إلى أي أسلوب حكم آخر مر على تاريخ الحضارة وهي أساليب غير قابلة للحصر وليست قليلة كما يتخيل البعض.

نعود إلى أن دحض فكرة الفردية والاستعاضة عنها بالمساواة انتشرت من أسلوب الحكم إلى كافة مناحي الحياة حتى امتدت الى مجالات لا يصح أن يتم تعميمها فيها كالفكر والعلم .

وربما يستنكر البعض حديثي عندما أتساءل عندما نجري انتخابات ، ما هو الأساس الذي اعتمدنا عليه عندما نساوي بين صوت مفكر أو مشرع وصوت انسان بسيط لا تشغله هذه القضايا تماما في الانتخابات ...إنها المساواة !!! .

حتى في العلم بعد أن كانت إجازات العلم مقصورة على مجتمع مغلق مكون من أفراد بعضهم على درجة كافية من التمكن تتيح له ( تنصيب ) طالب علم والشهادة له بالتمكن وأن يؤخذ عنه أيا كان مجال تخصصه ، نظرية المساواة حقرت هذا الوضع واستعاضت عنه بأسلوب تحصيل العلم الذي وضعت له معايير ثابتة من يحصلها يشهد له المجتمع وسلطة الحكم بأنه مرجعيه في مجال التفكير الذي يمارسه .

وبرغم هذا تدرك السلطة أن نموذج البطل ضرورة لابد منها حتى على المستوى النفسي ، فتلجأ إلى اختيار أفراد معينين تلمعهم إعلاميا وتقدمهم للعامة بصورة البطل وأشهر هذه النماذج أينشتين الذي لا أنكر عبقريته ولكن هناك الكثيرين غيره الذين يستحقون اعتراف الأفراد بتفردهم في نفس مجال تخصصه ولا يقلون عنه بأي حال من الأحوال عنه عبقرية ، وآخر الأمثلة أيضا على أسلوب التلميع يتمثل في ستيفن هوكنج الذي سمع به الجميع حتى وان لم يعلموا سبب شهرته .

في الأدب أيضا أصبح الأديب المتفرد الذي يعبر حاجز قوميته هو فقط الأديب المعترف به عن طريق مرجعية المساواة التي تنزع عنه وصمة عدم التميز عن الآخرين بمنحه جائزة نوبل .

يمكننا أن نقيس على هذا كافة المجالات حتى نصل الى المرجعية الدينية التي نزع عن رجالها أي حق في الفصل فيما يتصدون له من قضايا حتى وصل الحال إلى أن أصبح شيخ الأزهر والبابا مجرد مرجعيات معزولة لها الحق في عرض رأيها دون إلزام بالأخذ عنهم فيما يخص لب ما هم الأجدر في الفصل فيه وأن يتخذوا كمرجعيات غير قابلة للنقاش إلا ممن يماثلهم علما .

أحيانا عندما يحتد النقاش بيني وبين أمي تلجأ الى جملتها الأثيرة ( انت مالكش كبير أصلا ) فيتصاعد إلى رأسي كثير من الأفكار هذه جزء منها ، أحار كيف أبرر لها مالا أنكره ، ولكني أفضل الصمت في النهاية .

………………………………………………………………..

وليد خطاب




Friday, June 8, 2007

الكل والجزء


يقول كروتشى "الكل هو ما يحدد قيمة الجزء "
و الكل يحدد ايضا وجود الجزء ويكسبه الصفات التي على أساسها يقيم، حيث لا يمكن
تذوق أو نقد أجزاء العمل الفني - مثل الكلمة أو الصوت أو اللون أو الخط - إلا إذا
كانت تابعة " لكلٍ فني " حاوٍ لها، فمثلا لا يمكننا وصف كلمة ما بالقبح أو الجمال
إلا إذا كانت هذه الكلمة ضمن سياق عمل ما.
هذا يفسر الاعتقاد السائد لدى الكثيرين بأن نجاح الفنان يقاس بقدرته على تطويع
أجزاء عمله لما يفرضه سياق هذا العمل الفني وذلك لان لكل جزء قوة مقاومة خاصة به،
بمعني أن هذا النجاح للفنان راجع لقدرته على أن ينزع - عن الأجزاء المكونة لعمله
الفني - احتفاظها بعزلتها أو انفصالها.
نلمس تطبيق هذا المعني في مختلف مجالات الفنون من شعر وموسيقي وتصوير .... وغيرها
من مجالات الإبداع الإنساني، ففي مجال التصوير مثلا لا يمكن الحكم علي خط أو مساحة
لونية آو ملمس بشكل مستقل عن باقي العمل ، وكذلك الصوت الواحد في القطعة الموسيقية
لا يمكننا أن نختصه بالتقييم إذا ما عزل عن باقي العمل.
هل لنا أن نتخيل محاولة وصف أو تقيم كلمة ما - ولتكن كلمة " حق " - وذلك دون أن
نضمنها في سياق قصة أو مثل أو وصف لعلاقة تلعب فيها هذه الكلمة دور ما، فإننا إذا
لم نلجأ لهذه الوسائل يكون من الصعب أن نصل إلى معنى أو قيمة معينه لهذه الكلمة ،
فباختلاف السياقات التي يمكن أن تتضمن مثل هذه الكلمة تختلف قيمة الكلمة ومعناها،
فإن لم تنتم لسياق ما كانت أشبه بصفير منتظم الإيقاع لا معنى له.
كذلك الفكرة في العمل الفني لا تتعدى كونها جزءا من " الكل الفني " الذي توجد به،
حيث أن الفكرة في اللحظة التي تنتمي فيها لعمل ما تصبح خاضعة لقوانين وجود جديد، هو
هذا العمل الفني الذي احتواها، لذلك لا يمكن تقييم عمل ما على أساس الفكرة فقط، فهذا
التقييم غير كامل لأنه قائم على تقييم جزء واحد من أجزاء العمل وهو الفكرة، كما أن
العمل الفني لا يمكن شرح معناه أما الفكرة فعلى النقيض من ذلك يقول كلينث بروكس "أن القصيدة " كعمل فني "لا تعنى بل توجِد" وهذا الرأي لا ينكرعلى القصيدة كونها تحوى فكرة أو معنى، ولكن يستنكر إهمال القصيدة ككل فني وذلك بالتركيز علي جزء واحد منها هو الفكرة.
نحن نقرأ لبيكاسو هذه الكلمات التي يؤكد فيها تلك العلاقة القائمة بين الكل والجزء في العمل الفني فيقول " في التصوير الحديث تحتاج كل لمسه إلى دقة متناهية فهي جزء من جهاز دقيق مترابط، فإذا صورت لحية شخص وكانت صهباء، فإن هذا اللون يدفعك إلى إعادة ترتيب كل شيء في مكانه بالنسبة للمجموع، والى إعادة تصوير كل ما يحيط باللحية كما لو كنت بصدد ردود فعل متتالية ".
هذا يعني انه بمجرد رسم خط أو إضافة مساحة لونية ما إلى سطح اللوحة يتولد شكل
يتحدد بواسطته مجال توزيع القوي في اللوحة بما تشمله من قوى جذب وطرد، وهذا ما
يؤكده روجيه جارودي بقوله " بوسعنا أن نقارن كل رسم بتشكيلات لعبة الشطرنج. فكل
لعبة موفقة يترتب عليها تفسير الشكل في مجموعة، وتتطلب عادة تنظيما شاملا ".
نجد بذلك أن العمل الفني هو كلٌ يخضع لإيقاع واحد، فلو تعرضنا إلى جزء منه
بالإضافة أو الحذف تكون النتيجة إما انهيار العمل كليا أو إنتاج عمل جديد تماما.

صديقتي / فريدة الحصي

................................................................................................................

طالب فيزياء صغير يجلس منكمشا على نفسه كعادته بمكانه الذي اعتاد عليه في قاعة المحاضرات .. تدخل المحاضرة ليمضي الوقت بين المعادلات الرياضية حتى تنطق بجملتها التي ظلت أثيرة عنده رغم مرور أعوام ليست

بالقليلة عليها : (the whole always greater than the sum of its components)

الكل أكبر من مجموع أجزاؤه .

...............................................................................................

عالم رياضيات فرنسي .. يعشق الموسيقى ككثيرين ..يستقبلها مثلنا جميعا بطريقته الخاصة التي لا يشاركه فيها سواه .. يعزف على الكمان بمهارة .. تستولي عليه الفكرة .. يظل منهمكا عليها بضعة أعوام حتى يخرج علينا بنتيجة بحثه ..الموسيقى نوع من التحايل الرياضي على

الأذن.. يمكن وضع كل الجمل الموسيقية وتوصيفها بواسطة معادلات رياضية محكمة .. ينشر بحثه في العديد من المجلات العلمية المحترمة لأن بحثه كان محكما بالفعل .. يلخص أحدهم المسألة بجملته التي قالها بعد قراءة البحث( البحث يحتوي من المعادلات أكثر مما يحتمل الموسيقي ويحتوي من المصطلحات والرموز الموسيقية أكثر مما يحتمل الرياضي).

يبتسم طالب الفيزياء الصغير بعد قراءة البحث ويتمتم لنفسه ( دائما كانت المعادلات الرياضية المحكمة تثير في نفسي إحساسا بالجمال شبيه بذلك الذي أشعر به بعد سماع مقطوعة من الموسيقى .. لم أكن مجرد أبله ).

...............................................................................................

يدخل الطالب الصغير إلى المعمل متأخرا كعادته يسحب كرسيا ليجلس

في زاويته المفضلة، بينما انهمك الجميع في نقل صف المعادلات من على السبورة..يتجمعون حول المنشور يضبطون زوايا سقوط الشعاع الضوئي عليه لقياس معاملات الانكسار والانعكاس المميزة له ، بينما يمسك هو بمنشور آخر يسقط عليه شعاعا ضوئيا يرقب خروجه من الجهة الأخرى منقسما الى ألوان الطيف السبعة ..أزرق ..بنفسجي ..أصفر ..

أحمر ..برتقالي ................... تأخذه الألوان لتنتهي به الى اللون الأبيض،

الأبيض الكلي الذي يمثل أكثر بكثير من مجموع ما يحتوي عليه من ألوان سبع .

وليد خطاب

..............................................................................................

( من الغطرسة أن يحاول أي إنسان أن يحل أكثر من قضية واحدة في وقت واحد ) بول ديراك *

(إن الإنسان لا يستطيع أبدا أن يحل قضية واحدة فقط ، بل سوف يجبر دائما على حل قضايا كثيرة في ذات الوقت ) فيرنر هيزنبرج*

( إن عكس أي زعم صحيح هو زعم خطأ ، ولكن عكس أي حقيقة عميقة لا يمكن أن يكون سوى حقيقة عميقة أخرى ) نيلز بور *

(عندما يبني الملوك يعمل الحمالون )

شيللر

** ** **

والدة فالتر : من عزفك للموسيقى ومن حديثك أجد أن هذا الفن قريب الى قلبك ، فاذا كان الأمر كذلك فلماذا ترغب في التوجه الى الدراسة العلمية ؟..ان مصير العالم سيتحدد بالقطع عن طريق ما يرغبه الشباب ، اذا قرر الشباب دراسة ما هو جميل سوف يكون هناك المزيد من الجمال واذا اتجه فقط الى ما هو نافع ماديا فسيكون هناك المزيد من النفعيات .

هيزنبرج* : في الموسيقى لدي انطباع أن المؤلفين المحدثين ليسوا على نفس مستوى القدامى ، في السنوات الأخيرة هوت الموسيقى الى تجارب مضطربة وضعيفة أما في الفيزياء أدى الطريق المرسوم الى قضايا معقدة أصبحت فيها بعض الأسس الفلسفية مثل تركيب الحيز والزمان وسريان مفعول قانون العلة محل تساؤل ربما تتطلب الاجابة عنها أجيال كثيرة من الفيزيائيين .

رولف : ألا يسري ذلك الذي قلته بصدد الفيزياء الحديثة على الموسيقى الحديثة؟ لقد طويت الحواجز القديمة

للTonalitat(اسناد كل النغمات في العمل الموسيقي الى نغمة أساسية ) وبذلك دخلنا أرضا جديدة ، أليس لنا اذن أن نأمل في وفرة من الأعمال الجديدة في الموسيقى كما هو الحال في الفيزياء ؟ .

فالتر : ربما أستطيع أن أقر لهذا بالنسبة للفيزياء ، لكني لا أستطيع أن أقره بالنسبة للموسيقى أو الفن عموما ،التقدم في الفن يتم عن طريق اضافة مضامين جديدة في عملية تاريخية بطيئة يعاد فيها تشكيل حياة البشر دون أن يكون لكل فرد القدرة على التأثير المباشر .

ربما أستطيع مقارنة ذلك التجديد والتطور الذي عرضته في الفيزياء بتطور الموسيقى في القرن الثامن عشر حين دخل عالم شعور الانسان الفرد الى وعي الزمن من خلال عملية تاريخية بطيئة فيما عرفناه من كتابات روسو * ثم بعد ذلك في مسرحية (آلام فيرتر ) لجوتة وأيضا في أعمال الكلاسيكيين العظام أمثال هايدين وموتسارت وبيتهوفن وشوبرت .

................................................................................................

* فيرنر هيزنبرج :عالم ألماني من رواد الفيزياء الذرية وميكانيكا الكم حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام

1932.

* بول ديراك : عالم انجليزي حاصل على نوبل في الفيزياء 1933.

* نيلز بور :عالم دانماركي حاصل على نوبل في الفيزياء 1922.

بتصرف من كتاب(الجزء والكل محاورات في مضمار الفيزياء الذرية ) لفيرنر هيزنبرج.

..................................................................................................................

انهما وجهان لعملة واحدة .. العرب يتصورون أن اسرائيل دولة مدللة لدى الولايات المتحدة لا أكثر .. أنا كففت عن ذلك واعتبرتها جزءا أصيلا من الولايات المتحدة .. ولاية جديدة .. هذا يفسر أمورا كثيرة ويسهل التعامل معها .. لا يمكن أن تتخلى أمريكا عن اسرائيل الا لو تختلت عن أوهايو أو كاليفورنيا .. دعك من أن النشأة واحدة وهذا يحرك أسباب الحنين لدى الأمريكيين .. هم قاموا على جثث الهنود الحمر ، واسرائيل تقوم على جثث الفلسطينيين .

فانتازيا/ الحالم الأخير

أحمد خالد توفيق

..............................................................................................

جلس ستيفنز أمام الدفة ونيلز إلى جواره لمتابعة البوصلة وكان علي النظر الى الأمام بحثا عن فنارات السفن التي قد تصبح في لحظة ما خطرا علينا ، بذلك بدأ حوارنا بتعليق من ستيفنز الذي قال متمتما :

ستيفنز : عن طريق الفنارات يمكننا درء خطر اصطدامنا بها لكن لو أن هناك حوتا مختفيا في هذه المنطقة لاصطدمنا به حتميا ، لأن الحيتان لا تمتلك فنارات ولا تعلو مقدماتهم الألوان الحمراء .

ولكن ترى ماذا يحدث إذا تصادمنا مع حوت ، عندئذ سيحصل كلا من الحوت والمركب على ثقب ولكن هنا يكمن الفرق بين المادة الحية والمادة الميتة ، ان ثقب الحوت سوف يلتئم ذاتيا ، بينما سيظل مركبنا محطما .

نيلز بور : إن التفريق بين المادة الحية والمادة الميتة ليس بهذه السهولة ، من الصحيح أن الحوت تؤثر فيه قوة تخليقية تعني بعد كل جرح بشفائه مرة أخرى وأن هذه القوة تكمن بطريقة لا نعرفها في بنائه البيولوجي بيد أن السفينة لا تعتبر شيئا ميتا تماما إنها فقط تتصرف اذائنا هكذا ، إن قوة التخليق هنا تنبع من الإنسان ، وبالمثل فان عملية تصليح القارب تشبه عملية شفاء الحوت وذلك أنه لو لم يحدد كائن حي _ في هذه الحالة الإنسان _ هيئة المركب لما أصلحه أبدا ، غير أن الفارق هنا أن قوة التخليق هذه تنبعث من وعي الإنسان .

هيزنبرج : هل تريد أن تقول أنه من الممكن التعبير عن قوة التخليق من خلال تراكمات ذرية وتأثير متبادل بينها أو أي نوع من ( تأثيرات الرنين) أو ما شابه ذلك ؟

نيلز بور : يجب علينا إدراك أن أي عضو حي له صفة من الكلية ومثل هذه الصفة لا يمكن أن يأخذها أي نظام مكون من نظام ذري ضخم ، بالطبع إننا نحاول إجراء مقارنة بين التركيبات الكلية التي نستطيع تمثيلها رياضيا في نظرية الكم وبين التركيبات الكلية التي تظهر كنتيجة للعمليات البيولوجية ولكن هناك فارق مميز حقا ، إن تركيبات الذرة .. الجزيء.. البلورة.. عبارة عن تكوينات ثابتة ، كل منها يتكون من عدد من المكونات الأولية .. الكترونات .. أنويه .. وهذه المكونات لا تظهر تغييرا بالنسبة للزمن ما لم يؤثر فيها اضطرابا خارجيا ، وإذا حدث مثل هذا الاضطراب فإنها تتأثر به ثم تعود إلى حالتها الأولى إذا لم يكن الاضطراب كبيرا ، بيد أن التركيبات الحية ليست تكوينات ساكنة .

إذا فالسؤال لابد وأن يكون : هل يمكن فهم نزعة بناء مثل هذه التكوينات الحية التي تتدفق من خلالها المادة طول الوقت والتي تملك خواص كيميائية معقدة ومحددة عن طريق ميكانيكا الكم ؟!!

بتصرف عن ( الجزء والكل ، محاورات

في مضمار الفيزياء الذرية )

د / فيرنر هيزنبرج

..................................................................................................................................

جريتا : ان (قانون العلة ) في فلسفة كانط ليس زعما وضعيا يمكن أن يفند عن طريق التجربة ولكنه يعتبر شرطا لكل التجارب ، انه ينتمي الى طبقات التفكير التي أسماها كانط (أسبقيات) ، ان الانطباعات الحسية التي نتعرف بها على العالم تصبح فقط لعبة ذاتية من الأحاسيس التي لا يناظرها أي موضوع اذا لم تكن هناك قاعدة تتم وفقا لها الانطباعات الناتجة من حدث سابق ، ان القاعدة التي نربط بها بين ( العلة والفعل ) لابد من وجودها اذا أردنا جعل الادراك (موضوعيا) ، ومن ناحية أخرى فان العلم يدور حول التجارب وبالتحديد حول تجارب موضوعية ، ومن هنا ينتج أيضا أن كل علم يجب أن يستند على قانون العلة ، وأنه فقط يمكن وجود علم بقدر وجود مبدأ العلة ، اذن كيف يمكن لميكانيكا الكم أن تخل بقانون العلة وفي نفس الوقت تريد أن تظل علما ؟

هيزنبرج : لنفرض أننا نريد دراسة ذرة واحدة من ذرات الراديوم (ب) بالطبع من السهل اجراء التجارب بواسطة عدد كبير من هذه الذرات أكثر من اجراء تجارب على ذرة واحدة ، بعد ذلك نعرف أن ذرة الراديوم (ب) ستشع اليكترون في وقت ما في اتجاه ما وتتحول الى راديوم(ت) وفي المعدل يحدث ذلك بعد حوالي نصف ساعة ولكن يمكن أن يحدث هذا التحول بعد ثوان أو بعد عدة أيام .

كلمة معدل هنا تعني أننا اذا كنا نلاحظ عدد كبير من الذرات فان نصف الكمية سوف يتحول بعد نصف الساعة الى راديوم (ت) ولكننا – وهذا تعبير عن قصور قانون العلة – لا نستطيع أن نعطي سببا لكون الاليكترون قد انطلق في هذا الاتجاه وليس في اتجاه آخر ولكون الذرة تحللت الآن وليس قبل أو بعد ذلك كما أن هناك أسبابا تدعونا للاعتقاد بأن هذه العلة غير موجودة اطلاقا .

كارل : ان التناقض الظاهري المطروح هنا مصدره أننا نتصرف فيما نقول كما لو كنا نستطيع الحديث عن ذرة الراديوم بذاتها ، وهذا لا يمكن التسليم به بل انه ليس صحيحا حتى عند كانط ، لأن مصطلح (الشيء بذاته ) يعتبر مصطلحا معقدا ، ان كانط يعترف بأننا لا نستطيع الحديث عن الشيء بذاته وأن ما هو معطى لنا هو فقط ( موضوعات الادراك ) ولكننا نستطيع ربط أو تنظيم موضوعات الادراك هذه وفقا لطراز ( الشيء بذاته ) .

انه يفترض اذا أن لكل تركيب أسبقية معطاة ، ان الكون يتكون وفقا لهذا الرأي من أشياء في الفضاء تتغير بالنسبة للزمن أي وفقا من أحداث تتداعى وفقا لقاعدة معينة ، ولكننا تعلمنا في الفيزياء الذرية أن ادراكاتنا لا يمكن ربطها أو تنظيمها وفقا لطراز ( الشيء بذاته ) ومن ثم فانه لا توجد ذرة راديوم بذاتها .

بتصرف عن ( الجزء والكل )

د/ فيرنر هيزنبرج

Friday, June 1, 2007

العدم


الوجود والعدم مصطلحين لهما مكانة ممتازة في الفكر البشري لا يوجد مفكر أو فيلسوف ولم يقف أمامهما ويحاول تعريف كل منهما وكأنهما أورق اعتماد، لا ينصب المفكر بدونهما ولعل أشهر من ناقشوا موضوع الوجود هو ديكارت برغم البدائية التي ناقش بها هذا الموضوع .

الوجود عند ديكارت ليس بالشيء المطلق فهو اعتمد في تفكيره على ما يمكن

أن نطلق عليه درجات الوجود التي اصطلح كثيرين على تقسيمها إلى :

1) العالم بذاته ( كما هو عليه أو كما هو حادث بالفعل)

As it exist

2) العالم كما نراه وندركه بحواسنا وبالخيال الناشئ عن الخبرات المباشرة

3) العالم البيني

الذي ندركه بالربط المنطقي والرياضي والوصل بينهما وبين المعطيات الحسية

عن طريق التنظير(physical models) .

عن طريق إدراك الفروق بين هذه العوالم الحادثة بالفعل يتضح لنا أن الوجود غير مطلق وأنه ثمة درجات للوجود أعلاها في المثال الموضح هو العالم

بذاته أو كما هو عليه بالفعل .

حتى نهايات القرن السابع عشر كانت تلك هي أهم التضمينات في النظر إلى الوجود ومحاولة تعريفه .

من اللافت للنظر أن مشكلة تعريف العدم كمفهوم لم تصبح موضوع أساسي في الفكر الغربي إلا في نهايات القرن التاسع عشر

ومن اللافت للنظر أني لم أقرأ حتى الآن تعريف للعدم إلا التعريف المشهور

العدم هو انتفاء الوجود أو نقيض الوجود .

ولكي نعلم أن هذا التعريف ما هو إلا لعب مخجل بالألفاظ سنعود إلى

شروط التعريف المقبول :

1) لابد أن يحتوي التعريف على أسماء ذات معنى محدد وواضح.

وجدير بالملاحظة أن تعريف الوجود مازال مشكلة فكرية.

2)لا يمكن تعريف الرمز بأكثر من تعريف لأن هذا يوقعنا في اللبس

والغموض .

3 ) بساطة التعريف

بمعنى أن لا يدخل في التعريف ألفاظ أخرى تحتاج هي نفسها إلى التعريف

4)عدم ذكر المعرف أو مرادف له مرة أخرى بالتعريف وإلا نصبح كمن عرف الماء بعد الجهد بالماء.

5) عدم التعريف باستخدام النقيض بمعنى أن نقول أن الباطل هو ما ليس بحق

ومن هنا يتضح لنا ضعف تعريف العدم بالنظر إلى شروط التعريف الصحيحة

هل تعريف العدم مشكلة لازمة ؟

من وجهة نظري أن العدم لم يصبح مشكلة لازمة إلا عندما استقر المفكرين على مسلمة حتمية وجود النقيض والتي استمدت من الفيزياء الحديثة شرعية كادت أن تصل إلى حد التقديس.

كان اكتشاف (باولي) للجسيمات المضادة ثم الاستقرار على وجود نقيض لكل جسيم مخالف له في الشحنة واللف المغزلي(charge and spin) أثره على الفكر الغربي واستقرار الاعتراف بحتمية وجود النقيض حتى بالنسبة للمعرفات

المعنوية التي لا ندركها بطريقة مادية مثل العدم.