Friday, July 27, 2007

بالطو زيتي



حفيف أقدامه على طرقات القرية الترابية كانت هي المؤنس .. يتخذها رفيقا يعينه على وحدته ..يحكم التلفيعه حول وجهه حريصا على تغطية أذنيه .. هواء بارد يتسلل إلى أنفه فيتعالى سعاله يشق صمت القرية النائمة.. خطواته المتسارعة طلبا للدفيء تنهي سريعا طرقات القرية متتابعة وسط الحقول .. يخرج صوته في غلظة رخيمة وسط سكون الليل:

ويوم شنق زهران .. كان صعب وقفاته ..

أمه بتبكي ع السطح هيه واخواته ..

لو كان له أب ما كان فاته ..

لن ينس أن يضع بعض البرتقال في جيوب معطفه من أجل طفله عند عودته إلى الدار صباحا ..

اللي انشنق شنقوه .. واللي انجلد جلدوه ..

واللي نجي في الحبس رموه .. وزهران سبع ما انحنت هاماته ..

طلع ع المشنقة .. وقال لعشماوي شد الحبل أنا رايح ..

صعد زهران للسما وبانت كراماته ..

يقترب من العشة في حنين للدفيء ..يلملم بعض العبل الجاف .. ليرتفع اللهب أمام عشته الصغيرة.. يجلس مستأنسا بالدفيء ..مستندا إلى جدار العشه المتهالك ..

* * * * * * *

وحيدا في سيارتي الوحيدة وسط الطريق .. يراودني النوم كحلم عزيز ..ألتقط لفافة تبغ ..تتقلص ملامح وجهي عندما أفاجأ بصندوق الثقاب

فارغا .. أطلق سبة بذيئة لا أسمح للساني بها إلا عندما أصبح وحيدا .. مدركا أن أمامي ساعة عصيبة في طريق زراعي خالي ..

* * * * * * *

وحيدا .. يستأنس بحمحمات الجواد الواقف على مقربة من جلسته المستكينة .. عزيزا كان .. طريدا أصبح .. يداعبه النوم فيأبى عليه الخوف .. فزعا من حفيف الهواء على أوراق الأشجار .. سيدركه أعوان معاوية .. ولن يضيعوا فرصة قتله .. أمنهم.. فخانوه .. تداعب عقله ذكريات زمن آمن .. وحرمة تصان.. ونسب يغفر .. يتحسس مقبض سيفه ليستمد منه بعض الطمأنينة ..

* * * * * * *

تلتقط عيني المرهقة لهب النار على جانب الطريق.. أبطأ من سرعة السيارة .. أهبط ملقيا السلام .. ناظرا إلى الكوخ الصغير المتهالك .. ومعطفه الصوفي .. والبندقية العتيقة التي يضعها إلى جواره .. أستأذن في إشعال لفافة التبغ بأثناء انحنائي على النار

مشعلا إياها بالفعل ..

- شاي ؟ .. يقولها صاحب المعطف في بساطه ..

أجلس بجواره قابلا دعوته في صمت ..

* * * * * * *

يدركونه .. يرفع سيفه .. تثخنه الجراح .. الإجهاز .. كان هذا ما يتمنى .. دون تمثيل .. يتأمل أرضا جاء إليها عزيزا .. ورحل عنها طريدا .. يتذكر أباه وربيبه ونبيه .. فيبتسم .. أدرك موته .. ولم يدرك التمثيل بجثته ..

* * * * * * *

يرفع البراد ذو اليد الخشبية يدوية الصنع ليصب كوبين من الشاي تتصاعد منهما أبخرة محببة .. يقترب منا كلب هزيل يقبع بجوار النار مستأنسا بنا على وحدة الليل ..

- سفر الليل غربه ..

ينطق بها ذو المعطف.. أرشف بعض الشاي ناظرا إلى الرجل في امتنان ..

- مايسافرش في الليل إلا مضطر ..

أنطقها ردا على تعليقه .. ناظرا الى البيوت الصغيرة التي تلوح عن بعد .. أستفسر قائلا :

- اسمها ايه البلد دى ؟

- ايه اللي يهم في اسمها .. نص ساعة بعد ما تقوم وتنسى .. أهي بلد ..

أنظر إليه متعجبا من عدم ميله إلى الثرثرة ..

- أنا كنت عايز أفتح كلام مش أكتر ..

يبتسم ذو المعطف مادا يده ليحكم التلفيعه حول أذنيه ثم ينطلق في الحديث .. عن أرضه الصغيرة التي يواليها نهارا .. وحدته في الليل منذ أصبح غفيرا .. زوجته الفزعه دائما .. طفله الصغير .. أهل البلدة الذين اختلطت دمائهم بدماء أهل المدن فلم يعودوا

بطيبة الزمن الماضي ثم يصمت قليلا ليعم الصمت وصوت الرشفات ولهيب النار المتراقص .. ينطلق في الحديث مرة أخرى قافزا بالزمن أكثر من ألف عام إلى الخلف .. عن المسجد وقبر الصحابي الذي يحويه بين جنباته .. عن مقتله..

- ومن قتله ؟

أنطقها قاطعا لمعة عينيه المختلطة بحديثه .. يصمت بعض الوقت ثم يهز رأسه في بساطه :

- لا أدري ..

أميل على النار لأشعل سيجارة .. أنهض واقفا شاكرا إياه متجها إلى السيارة ليختلط صوت المحرك مع أفكاري عن قرية كانت آخر أحداثها المهمة منذ أكثر من ألف عام ..


Sunday, July 22, 2007

مقاطع

"تسقط الأوراق..تسقط..تسقط..تسقط" ينتبه عباس على صوت الهتافات المنبعثة من داخل أسوار المبني الذي يمر بجانبه.يريد أن يكمل سيره، ولكن حاسته الصحفية تتغلب عليه فيتسلق سور المبنى.

يجد نفسه في حديقة كبيرة وفي وسطها مبنى كئيب ومجموعة من الناس يرتدون زيا موحدا يتظاهرون.يبدأ تحقيقه سريعا"لماذا خرجت؟"وتأتي الإجابات"أنا بأطالب بإزالة الدعم من على الرغيف وحديد التسليح" "أنا أريد أن أسمع صوتي للعالم، فليسقط التأمرك والإرهاب المتأسلم" "ما الذي تفعله البنات في التلفاز، هذا حرام" "من هذا المنعطف التاريخي علينا أن نوحد من قوى الجماهير المتعطشة، روحوا أزرعوا الصحرا، روحوا أزرعوا الصحرا" "سأردد وأظل أردد، الحرية.. الحرية، ياللي قفلتوا الدشات..بكره نفك الشفرات" "سأقول لك سرا، لذا يجب أن أتكلم بصوت منخفض، ويجب أن لا تذكره لأحد، أنا خائف من كل هذا الورق، صار عندنا الآن الكثير جدا من الورق عليه الكثير جدا جدا من الكلام، أكثر بكثير مما نستطيع تحمله، ولا أعرف كيف نتخلص منه"يكتفي بهذا، ويخرج ثانية عبر السور، ثم يلف حول المبنى ليرى لافتته"مستشفى العباسية للصحة النفسية"

مقطع من عباس أوف عباسية

باسم محمد

أنهي في سرعة طقوس التطهر من أدران الليلة الماضية، أمام المرآة أتأمل وجهي الشاحب ، أتحسس لحيتي النابتة ، ذبول العينين، شحوب الوجه، اصفرار الأسنان فأشعر بلا انتماء نافر تجاه جسدي، أسوى خصلات شعري المبتلة ، لا يلهيني الشرود عن إخفاء ندبة الصدغ الأيمن بخصلات الشعر التي تنسدل على كتفي ، تهبط عيني من المرآة إلى صورة المبكى، أتأمل عينيها اللامعتين فأتعجب، قسوة تلك العينين أين كانت حينها، أتأمل الابتسامة ، أبحث عن طابع الرقة المرتسم بغامزة خدها الأيسر.. أفتقدها .. فأفزع .. ما ألبث أن أتذكر أني افتقدتها منذ أعوام فأعيد الفزع إلى حصالة مشاعري، عيني تصطنع اللاتعمد كي تركن بنظرتي إلى الدبلة الفضية الملتصقة بالركن العلوي الأيمن للإطار ، أسحب نفسا عميقا من لفافة تبغي وأزفره في وجهها فيرتجع الدخان إلى وجهي، أحتج به لتبرير الدموع التي ملأت عيني.

مقطع من خلايا رمادية

وليد خطاب

تناول قلمه ودفتره، وأغلق عليه جدرانه الأربعة المزخرفة بملصقات ضخمة لنعامات حزينة.. في المساء خرج، وكانت تستعد لتسخين العشاء ..وضع أمامها دفتره دون كلمة..تناولته ونظرت للسطر المكتوب، ثم لصغيرها،ثم للسطر..ما..ما هذا!

قصتي..بخجل أجاب

تطلعت إلي عينيه لحظة، ثم ربتت علي خده السمين

ارتد ملابسك...سنذهب لنبتاع الطاقم ..

شهق غير مصدق، ثم انطلق مؤجلا فرحته ، كأنما يخشى تراجعها إن أبداها، بينما عادت هي للسطر محاولة منع تلك القطرة الدافئة من السقوط. ..

بعد لحظات، غادرا المنزل معا، مخلفين سطرا يقول:

" بعض الطيور لا تطير، مع إنها تمتلك جناحين" .

مقطع من بعض الطيور

هناء كامل

" أمي .. أمي .. الشاي يا أمي " توقعت أن تزوم كما تفعل العجوزات عندما يوقظن ، جهزت أذني لسبابها الخفيف .. و لكنها لم تفعل ! " أمي ! " إنها باردة كالبرد !

" تركتني يا أمي ؟؟؟ " كتمت صرخات حزني المفزوع .

( أحضرت ملاءات ) لن أسلمها لهؤلاء النسوة السخيفات ..

( أحضرت الماء ) اللاتي يصرخن أكثر مما يتحركن ..

( غطيت الجسد النحيل ) لا (حكيم) ، لا شهادة وفاة فهي بلا شهادة ميلاد .

( سكبت الماء ) لقد اعتدت (حمومها) فمالي أرتجف الآن ؟

لففتها في الملاءات ، صليت عليها ، حملتها على كتفي و في يدي الأخرى فأسي ، فتحت باب الدار ، لفحني صقيع ؛ تشبثت بها !

مشيت .. مشيت و الطريق طويل .. و خالي .. طيني .. و زلق .

مررت ( بالسنترال ) .. كان مغلقا .. "و سيظل مغلقا إلى الأبد !"

وصلت لنهاية فداننا ، وضعتها بجوار (الظرب) البوصي و تذكرت كلامها

(( " لقد ولدتك ها هنا يا ولدي .. كنت أعمل ثم .. "))

"سأدفنك ها هنا يا أمي ". .

مقطع من مبادلة

هبة خيري

كل واحد (إنسان / بني آدم) فينا بحب أبوه ، لأسباب عديدة ( سياسية واقتصادية ، واجتماعية) .... وأنا أصلاً بصرح لإخواتي إني ( مش بحبهم لإن هما إخواتي ..لأ ..لأ ، وإنمـا لأنهم (عـشـرة عمر ) .... ماهي برضه العشـرة ما تهونـش إلا على ولاد الــ ـ ـ ـ

أما حب الأب ، فهو أمـر أكثر خطورة ، وتأثيرًا فينا نحن الأولاد أولاً ، ثم يأتي بعد ذلك موضوع أن (كل فتـاة بأبيها معجبـة!!) ... الفتى يحب والده لأسباب " سياسيـة" إذ أنه ( رئيس) العائلة ، الذي يجب احترامه ، مهما بالغ في قهر ( شعبه / أطفاله) .. فإنه ( بيحبهم والله ) ... وحتى لو أشبعهم ضربًا ( وتعذيبًا ) فإنه ( علشاان خايف عليهم ) ، وبعيدًا عن تناقض فعل ( الضرب) مع فعل المحبـة ( ضرب الحبيب زي أكل المهلابيـة ) إلا أن المجتمع ( الذكوري المتعفن) قد رسخ في أذهاننا أن ( الأب) بيحبنـا !! ، وإحنا كمااااااااااان لاازم نبادله الحب حبًا ... مش بس لأنه ( الرئيس) للعائلـة ، ولكن لأنه لو مش حابيناه ممكن ( يقطع عنا المصروف !!!) ويبوظ اقتصـاد البلد / العائلـة ! ، وبعدين ما احنااش عاوزين حـد يزعل مننا في العائلـة ( فيهم اللي وطني وحب أبوه بيجري ف دمه ( شكله ابنه) ، واللي ماركسي عاوزنا كلنا نبقى آباء !! ، واللي إسلامي .... مش عارف هيعمل إيه ) ....

لكن بابا لما دخـل عليا أول امبارح بالليل ، بينما أنا غارقُ في مذاكرة إحدى ( الروايات المصرية للجيب) المغطـاة بغلاف (تخين) من كتاب الفيزياء .. كنت قربت أسـرح بخيااالي .... أصلي مش عارف ليه لما شفته تخيلت إنه هيوقل لي :

ـــ إسمع يا (....) ... أنا فيه حاااجة مهمـة عاوز أقول لهالك ..

ـــ إيه يا ( بابي )

( مش قلت لكم بموووووووت فيه ، ده أنا تقريبًا مت فيه خلااااااااااص )

فيه حاجة كنت مخبيها عني من 25 سنـة وقررت إنك تقول ها لي إنهاردة ؟؟؟

طبعًا (هوا ) لمح في عيني نظرات الذكاء ( بتبظ) من عينيا ..

ـ وإنتاا عرفت إزاااااااااااي يا واااااد إنتا ؟؟؟

نطيت عليه ( متجاوزًا كتاب الفيزياء ، وطااااااار اللي كان جواه ف الجـو) وأنا ببوسـه 15مـرة ف كـل خــد ...

قولها ... قولها الله يخليك ... والله هحبك أكـثـر ،،، ما تخاااااافش أنا ما بنكرش الجمـيـل ، وبعدين يا (بابي) الأب اللي ربى ، مش اللي خـلف، بس قولها أبووووووس إيدك ، وقلها ، وما تخافش هبقى أشقر عليك ، ممكن آآجـي أعيـش معااااااااك ، بس بعد ما أعدل وضعي ....هناك J ... قولها أبووووس إيدك ، مش تتكـسـف مني ، قولها ، كلهم بيقولوها ، هيا بالظبط 25 سنـة .... وبعدين الحقائق كلها تبااااان ....

ما انـا أصلاً كنت كده كده هعرف ، لومـش انهاردة بعد ما تموت ، ما هو أكيد هلاااقي ف ورقك ، ولا ورق مامي ،،،، ولا ماما تقول لي .... كده كده كنت هعرف ....

بس لما تييجي منك إنتا ...

وخدته حضن طوييييييييييييل عمييييق ، ما عملتهاش من ييجي 100 سنـة ...

مقطع من

لو مكنتش أبويا .. كنت هحبك أكتر

إبراهيم عادل

أعجبته كثيرا هذه المناورة فتخيل أعادتها ..ولكن هذه المرة من خلال الكاميرا البانورامية ..فرأي الرفين يندفعان بسرعة فحين تظهر رأسه بينهما ..فأبطاء الصورة ليري الكتاب يسقط ليصطدم بصدره فيحاول تفاديه فيصطدم بالرف الأخر...و.. وترك الأعادة فالوقت يمر بسرعة..وأندفع لأمتع جزء..وبخطوات مجنونة لساقين تبلل السروال المحيط بهما....وصل الي السطح ..فرفع سلاحه في وجه الجميع ..وهو يهتز طربا والهواء المندفع الي صدره يجعل أنفه تتسع كمدمن ..صرخ فيهم : أنهضوا..

Score: 1000 damage: 0.1 time: 3:20

ولكنهم حسبوه يمزح ..ولكن بقتله لزميله المفضل فطنوا الي أنه لا يمزح..وبقتله لأخري ..تأكدوا أنهم يجب أن يطيعوه ...وبجثة ثالثة ...أصطفوا ووجهم للحائط ..فأخذ يسقطهم واحد تلوا الأخر ..ولكن عندما أتي دورها..قال وهو يعيد وضع الذخيرة..:أستديري .

مائتي نقطة لو قتلت عدوك من المواجهة ...ولكنه عرف الأن لماذا مائتي نقطة ..لأن عيناها كانت مضادة للرصاص..لم يستطع أطلاق النار وهي تنظر له ..فأمرها أن تستدير..وواصل أطلاق النار وهو يصرخ في جذل ..وسرعان ما تبقي أثنتين ..فطلب منهنا أن تستديرا ..لقد أصبح أكثر جنونا الأن ...طبع قبلة علي أصابع يسراه السبابة والوسطي ..وألصقهما بجبهتها ..وباليد اليمني فجر رأسها. ..تبقي واحدة فقط ..صرخ فيها : أصعدي علي السور .

Score: 2400 damage: 0.1 time: 1:54

أطاعته وهي تبكي ..وتكتم فمها بيدها ....فحين قام هو بمسح المسدس بملابسه جيدا ..ثم جعلها تمسكه وهو يقول والأبتسامة المجنونة تتلاعب علي شفتيه: يجب علي أحد أن يتحمل الجريمة ..وهو بالتأكيد ليس أنا (ضحكة عالية) ..الجريمة الكاملة ..أنا عبقري .

صوبت المسدس نحوه ولكن التكات المعدنية أنبأتها بخلوه من الذخيرة..فهتف:غبية..غبية مثل الجميع ...أنا وحدي العبقري .

ثم دفعها في صدرها بقوة فحلقت في الهواء لكسر من الثانية قبل أن تهوي من حالق..تهوي من حالق ؟!...قالها وهو يضحك : نعم تهوي من حالق..هذا ما يتناسب مع المكان ..فلو كانت في مكان أخر لـ(وقعت من فوق) أما هنا فهي تهوي من حالق.. J WE R T Y J Fdji

Score: 2500 damage: 0.1 time: 1:19

Instant replay <<<<<<<

أعاد المشهد ..وقام بعمل تقريب لوجها وهي تصرخ في رعب .. وهو يتشنج من فرط الأثارة ويقول: من قال أن ملامحهن تصبح أجمل في لحظات الألم؟؟!! .

مقطع من جيم أوفر

كريم فراج

صياد الطيور

يا صياد الطيور يا خال

صباعك ع الزناد الموت

أنا عصفور ضعيف الحال

ولا أكفيش لعيالك قوت

أنا العصفور وليف الخضرة والمية

أنا المولود على كفوف الجناينية

باقول تغريد نغمها شديد

قريب وبعيد على السامعين

ياخدني الشوق على جناحه ويبقى وحيد

يا صياد الطيور يا خال

لاعود تاني

لانا حيران ولا فرحان ولا محزون

ولا باشبع غنا والحان

ولا بحكي مع النسمة

ولا بشكي من القسمة

ولما الدنيا تبكيني

اقول دي مسيرها مبتسمة

اديني سنين

على دا الحال

باقاسي المر والبطال

يا صياد الطيور يا خال

باشوف الصقر فارد ف الهوا باعه

واتباعه نشرهم ف الفضا جاعوا

طيور تانيين

صغار مساكين

جواعى لكن لاهم نايمين ولا صاحيين

عشان نابه واخلابه

باشوف الكل احبابه

ودنيا تخاف من القوة

وجو الدنيا مش هو

اشوف بلبل غريب ف الدوح

بيرقص رقصة المدبوح

ف هزة ريح

سقط عشه وفين هيروح؟

يا صياد الطيور حافظ على الخرطوش

دا ميت عصفور كمان قدي ميستاهلوش

حداك الصقر لو تضرب على وكره

تلاقي لحم متكوم ولا بياكلوش

طاوعني ارميها من ايدك

طاوع وارجع

هزيل لحمي لا هيفيدك ولا ينفع

أغنية لجورج وسوف

من قصيدة

لأحمد فؤاد نجم

Saturday, July 14, 2007

التلقي






منذ فترة طويلة تشكل علاقة الارسال والتلقي مشكلة كبيرة استعصت دائما على الوصول لحل وسط ، دائما هناك علاقة عكسية تكاد تكون ( inverse- exponential relation ) بمعنى أنه كلما أصبح مستوى العمل ( سواء كان نص أدبي أو نظرية أدبية أو علمية أو قطعة موسيقية أو قصيدة شعر ) على درجة معينة من الرقي أو النظرة المتفردة كلما قل مستوى التلقي وانحصر من يتذوقها في قلة قليلة من البشر وكلما زاد تسطيح العمل أيا كان نوعه كلما زاد عدد المتلقين .

الغريب أننا نلاحظ أن بعض البشر من الممكن أن يفرضوا تفكيرهم ووجهة نظرهم وتقييمهم على البعض الآخر حتى لو خالفت رأيهم الشخصي فتجده يصرح بوجهة نظره في أضيق الحدود ، فقط اذا أمن العواقب .

في عصور النهضة في أي مجتمع تجد الفكر الراقي منتشرا بشدة بين العامة والخاصة ، تجد الناس تتغنى مع أم كلثوم بنصوص أبو فراس وشوقي ومع فيروز بنصوص قيس بن الملوح وتجد مسرحيات شكسبير وموليير منتشرة وتجد نصوص اخوان الصفا وومقابسات أبو حيان التوحيدي وفكر أرسطو وجمهورية أرسطو ويوتوبيا مور منتشرات الذكر ومعروفة ولو حتى بالاسم للجميع .

أما في عصور الانحدار فتجد رجال الفكر وهواة الفنون الراقية ومتذوقيها قد آثروا الانعزال وأصبحت آرائهم حبيسة جلسات خاصة ولا يواجهوا بها العامة مهما حدث ، حتى أن هذا قد يذكرنا عندما نراه بفكرة ( التقية ) المنتشرة كأساس عقائدي بين بعض فرق الشيعة ، وتجد العامة أصحاب التذوق البدائي المشوه قد أصبحوا أصحاب كلمة عليا ويجاهرون بتفضيل الأنواع السطحية داخل كل فكر أو فن ، بل وتعلوا نبرة السخرية من أي نوع غير تقليدي أو به بعض التعقيد بالنسبة لأسلوب تفكيرهم .

برغم أن عدد متذوقي الفن الراقي قلة في وسط مجموع البشر الا أنه لم يحدث في فترة ما أن تداخلت الحدود بينه وبين أي فن أقل منه في المستوى أو فلنقل الأنواع السطحية من الفنون ، ولا أقصد بهذا أن هناك فن هابط بالكامل.. بل بداخل كل فن على حدة جزء راقي وجزء سطحي .

بعيدا عن الذائقة الشخصية التي رغم ثقتنا بها بالنسبة لأنفسنا فقط لكننا لا نستطيع تعميمها وفرضها على الآخرين ، ربما كنا نعالج هذا الموضوع بطريقة غريبة بعض الشيء وهو أسلوب الشهادة .

فدائما كان أي أسلوب راقي للتعبير عن الفكر البشري سواء كان بالتعبير الفني أو النظري يشكل مجتمعا مغلقا ويظل هذا النوع من الفكر سواء كان أدبا أو موسيقى أو علم أو أي نوع من أنواع التعبير الانساني على رقيه طالما حافظ على عزلته عن مؤثرات التلقي الخارجية .

حافظ المجتمع البشري على احترامه لهذه العزلة لأوقات قريبة حتى زال بعض الشيء في بعض المجالات .

نعود إلى أسلوب الشهادة الذي كان معتمد وما زال في بعض المجالات ولكن ليس بالصورة التي اعتدنا عليها في الماضي ، قديما وسنأخذ الحضارة الإسلامية كمثال لحضارة كان فكرها مرجعيا في فترة من الفترات كان العامة ليس من حقهم الشهادة لرجل بالعلم بل كانت الشهادة له بالعلم تأتي ممن تلقى عنهم حتى وصل إلى درجة معينة من تكوين رأي خاص مستنبط مما تلقاه من قبل ومن يشهد له بدورة لم يكن يتلقى أحد العلم عنه إلا بشهادة ممن تلقى هو العلم عنهم حتى نصل إلى سلسلة غير مقطوعة من الرجال تعود في الغالب إلى مصدر واحد يأخذون عنه جميعا مع تطوير آرائهم حسب ما تقتضي القضية التي يتعرضون لها .

نجد هذا في رجال الحديث وحاملي قراءات القرآن وعلم الرجال .

حتى بالنسبة للأدب والشعر نجد أسلوب الشهادة هذا موجود ولكن بأسلوب أقل وضوحا ،

عندما كتب ديستوفيسكي روايته الأولى كان ما زال شابا صغيرا منقطع الذكر ، فدعاه ناقد كبير من نقاد روسيا وكان حاد الطباع جدا وقلما أعجبه نص أدبي وسأله( هل حقا تفهم ما كتبت يا بني أم أن ربة الحكمة هي التي ألهمتك به ؟؟؟) وعندما انصرف ديستوفيسكي علق هذا الناقد قائلا لمن كان جالسا ( لقد لخص هذا الشاب كل مشاكل المجتمع الروسي في روايته) ، وصمويل بكيت وكان أيضا ما زال شابا صغيرا لم يكتب إلا القليل من النصوص

عندما قال عنه جيمس جويس في أحد المرات ( أعتقد أن هذا الفتى موهوب ) .

علم المتلقين ممن يتخذون من جيمس حويس مرجعية في الحديث عن أديب شاب لم يروا له أي نص بعد أدركوا أن صمويل بكيت رجلهم المنتظر وأنهم سيجدون منه الكثير بعد ذلك .

وبالفعل انتشر بكيت وأصبح منتشرا أكثر من جيمس جويس نفسه بين ( عامة الخاصة ) .

أسلوب الشهادة موجود في العلم أيضا ، كلنا نؤمن بعبقرية أينشتين ولكن من أين تأتي هذه الثقة بعبقريته ؟؟!!! إذا فكرنا قليلا سنجد أنه ليس لدينا سببا للثقة في عبقرية هذا الرجل سوى شيء واحد فقط ، وهو أن مجتمعات رجال الفيزياء والرياضيات وهما مجتمعان شديدي الانغلاق على أنفسهم بمعنى أن من خارج هذه المجتمعات لن يفهم حرفا واحدا من أي نظرية رياضية أو فيزيائية ، قد شهدوا لهذا الرجل بأنه عبقري بل وأكثر عبقرية من العديد من علماء الفيزياء المعروفين .

Monday, July 9, 2007

خيانة المثقفين


اللغة مضللة .. مقتنع بهذا منذ زمن طويل ..

عندما حاول كارل بوبر تعريف اللغة ..عرفها تعريفا بدا لي غريبا أول الأمر .. الا أني ما لبثت أن استسغته ووجدت في قلقي اللغوي ما يبرره .. اللغة بالنسبة لكارل بوبر هي وسيلة تفاهم أو نسق قادر على صناعة معنى غير مرتبط بالحقيقة يعبر عن رؤية منطوقة .. وبناء على فرض بوبر عدد من الجمل أو العبارات أو المزاعم الخاطئة يساوي بالضبط عدد الجمل أو العبارات أو المزاعم الصحيحة .. ثم نشأ الجدل .. وهو النسق الذي يبدأ بفرض - بغض النظر عن صحته أو خطؤه - نسلم به ونصل منه إلى نتائج نستنتجها إذا سلمنا بهذا الفرض .. والمجادل الجيد هو الذي يستطيع أن يصوغ الباطل في جملة أو فرض مستتر غير واضح بحيث نسلم به جميعا .. فيستنتج على أساسه ما كنا نرفضه من البداية .. إلى الدرجة التي تجعلك إذا سلمت بفرض ما بسيط يمكن أن يصل بك إلى نفي أشد الأشياء رسوخا بداخلك .. كوجود إله .. أو حتى وجودك أنت نفسك.

هل أصبح المثقف والمجادل لفظان مترادفان .. سؤال يرد الى ذهني كثيرا في الفترة الأخيرة..

أصبح المثقف إنسان مشوه سواء بالنسبة للسلطة السياسية التي إما يحاول الحصول على مكاسب منها بالاتفاق معها على طول الخط أو رفع العقيرة بالاعتراض عليها .. أيضا أصبح المثقف غير جدير بالثقة بالنسبة للمجتمع الذي أصبح يوقن بأن المثقف قد باعه منذ زمن للسلطة أو لمصلحته الشخصية .. لا يهتم به أو بقضاياه الحقيقية بل يصنع مشكلات وقضايا وهمية وينعزل بها عما حوله ويقنع نفسه بأنه يذهب إلى لب القضية ولا يشغل نفسه بالقشور كما يفعل الغوغاء من العامة .

بالمناسبة .. لا أطمئن كثيرا ل (يونج ) ولكني مقتنع أنه يستحق مكانته بمفهوم واحد أدخله على علم النفس ( إن صح تسميته علما ) وهو ( الوعي الجمعي ) .. وهو مصطلح سيء السمعة ومشبوه بسبب سوء الاستغلال والتفسير .. بالضبط مثل الآية القرآنية ( وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ) .. يفترض يونج أنه كما أن لكل منا وعي بالأشياء يبني به على أساسه خبراته وأحكامه .. بالمثل .. المجتمع أو مجموع البشر ممن لهم خبرات مشتركة لهم ما يسمى بالوعي الجمعي بمعنى أنه بدون تفاهم عن طريق اللغة يصلون إلى مفهوم واحد وقرار واحد أو موقف واحد (مثال فج : القرار الذي اتخذه المصريون بعدم الذهاب إلى الاستفتاء الأخير ) والقرار الذي يتخذه المجتمع بناء على وعيه الجمعي يكون أصوب وأحكم القرارات لأنه يكون كما لو أن عقول أفراد المجتمع كله قد اشتركت فيه بكامل طاقتها بل يمكننا الذهاب إلى أن عقول وخبرات أجدادنا على طول تاريخنا كمجتمع منذ آلاف السنوات قد اشتركت في هذا القرار بخبراتهم المشفرة على جيناتنا الوراثية .

المجتمع على حق فيما يخص إيمانهم بخيانة المثقفين وتعاملهم على هذا الأساس حتى مع عدم قدرتهم على التعبير عما أتحدث عنه بالكلمات ( اللعينة ) وأرى أننا بكل الفخر بدأنا الطريق بأن نصبح جزء من المنظومة التي تدعم بكل قوة ترسيخ هذه الحقيقة .

ملحوظة : أحيلكم الى كتاب صدر عن دار الشروق بعنوان ( عبد الناصر والمثقفين ) عبارة عن حوار ل يوسف القعيد مع محمد حسنين هيكل عن المثقفين وعلاقتهم بعبد الناصر ومجلس قيادة الثورة وستجدون ما يسركم لكل رموز الأدب والثقافة في هذا العصر الخصب .

Friday, July 6, 2007

في حضرة الغياب


في حضرة الغياب تصبح آلام الفقد هي السيد ..

أتذكرها .. أتذكره .. أتذكرهم..

فيكفن الأبيض- صاحب الوطأة- قلبي..

في حضرة الغياب تتدثر بالوحدة ..

تتنافر معها كل أحساسيك ..

حتى ..

حتى تلين .. قد تظل كما هي ..

ولكن .. يتحول أعلاها أسفلها ..

فتألف الوحدة .. تتوحد معها .. حتى تصبح لذتك الأولى ..

وما عداها هو الذكرى ..

في حضرة الغياب تلين دموعك التي ظننتها قد تحجرت ..

تبكيها .. تبكيه .. تبكيهم ..

معا ..

تشعر بضعفك الأزلي فتدفنه بقلبك كي لا يطلع عليه إلا(ها / ه / هم ) ... حين العودة ..

في حضرة الغياب يتضاءلون جميعهم ..

وتظل الوطأة ...




سلم يا عاشق ع الهوا

ولا هتنساني؟

هو اللي ضيعنا سوا

وهحبه ليه تاني؟

أنا عمري كان ضحك وغنا

هو اللي قساني

بس الغروب

بدروب

والقلب لو مجروح هيحب من تاني

أنا جرحي مش حزن وبكا

أن جرحي شيء تاني

ليه بتلوموني هو أنا خترت الغياب؟

دانا اللي صابر ع الضنا وهو اللي غاب

اللي فرح هو .. واللي جرح هو

هو اللي فاتني لدمعتي والقلب نار هو

أنا كنت فاكره من سنة هو اللي نساني

هو اللي ضيعنا سوا وأحبه ليه تاني

الحب للي يصون والهجر للي يخون

والذكرى خليها لما الجراح تبتسم

يمكن أغنيها

والقلب .

القلب بكره يشوف بعده حبيب تاني


شعر / علي سلامة

غناء/ وجيه عزيز