Tuesday, December 18, 2007

قضي الأمر


قضي الأمر الذي فيه تستفتيان



ليه يا سنين تكسري الحلم فينا

ليه فرحنا بيموت في لحظة حزينة

تاه الطريق ولا احنا اللي ارتضينا

نضيع الحلم اللي كان بين ايدينا

يا سنين طويلة وغميقة

قوليلنا فين الحقيقة

يا سنين لو انتي بريئة

ليه من جراحك قاسينا

مدينا للحلم ايدنا

لكن زمنا عاندنا

كسرنا احلامنا احنا

ولا زمانا جرحنا

واما بقينا فرحنا

الدمع سال من عنينا

انتي السبب يا سنينا

بعدتي احلامنا عنا

ولا السبب اصله منا

واترد منا الينا

Tuesday, December 11, 2007

القادم

من الباب المظلم يخرج رجل العصور الوسطى.. طويل الشعر أسوده.. حليق اللحية... يردد بصوت مرتفع بطريقة إلقائية أثناء سيره في خطوات بطيئة إلى الباب المضيء واختفائه بداخله :

ووقفت أرجو النجم في غسق المساء..

علّي أجاوب بالضياء..

ولم الضيا كالشهد يسري في النفوس؟!..

وترى لماذا الليل عند الناس هو فجر العبوس؟!..

يدخل إلى المسرح رجلان يرتديان ملابس عصرية..

الرجل الأول:

كل شيء يقول بأنه آت.. كل شيء..

إن لم يأت الآن فلن يأتي أبدا .

الرجل الثاني:

لم يتأخر قط..

عندما تلوح تباشير ظهوره ننتظر إيابه..

حتى يجمعنا صوته.. نتوحد في رجل واحد..

ينتحيان ببعضهما أقصي يسار المسرح ويقفان وقفة من ينتظر شخصا على موعد..

من الباب المظلم يخرج رجل العصور الوسطى بنفس الملابس.. أبيض الشعر واللحية تماما.. وقد تهدلت لحيته ممتدة إلى أعلى صدره...

يتجه إلى الباب المضيء مرددا :

الظلمة السوداء ترقد في اكتئاب..

والحلم قد واريته تحت التراب..

ماذا أريد من الضياء سوى المآب؟!..

يقوم أحد متصوفي الدائرة ليترك مكانه شاغرا..

يقف في منتصف المسرح.. يرتجف جسد رجل المذبح.. يلتفت حوله وكأنه يفيق من سبات عميق.. يتجه إلى الخارج ليقف مع رجل المذبح..

الصوفي :

أنتظره منذ.. منذ..

رجل المذبح:

لا أتذكر..

الصوفي:

أشعر أنه آت اليوم..

رجل المذبح :

تعبت من عبث الرموز..

الصوفي:

سأتعرفه أول ما أراه.. إني مؤمن بوجوده..

رجل المذبح:

ينتشلني من متاهة المراسم..

اختلاط الفهم.. حيرة الإلغاز..

الصوفي :

ترى هل يتعرفني؟!.. يدرك حبي له؟!..

انتظاري؟!.. يا لي من أبله.. سيدرك بالطبع..

إن لم يدرك هو.. فمن يدرك؟!.. لكن.. هل يهتم ؟!..

رجل المذبح:

بضعفي؟!.. بحيرتي؟!.. بألمي؟!..

بشكي؟!.. هل يغفر لي جبني؟!..

الصوفي :

هل يقبل بي تابعا.. ؟!

ينتحيان جانبا في وضع الانتظار..

يخرج رجل العصور الوسطى من الإطار المظلم بنفس الملابس.. شديد سواد الشعر..طويلُه.. ولحية سوداء مهذبة بعناية.. يتجه إلى الضوء مرددا:

وسألت نفسي هل أنا...

إن رحت هل تبقي النجوم؟!..

أم أن شمسا يومها؟!..

قد تأت قاشعة الظلام؟!..

يدخل رجلان.. أحدهما ضخم الجثة.. يرتدي ملابس متنافرة الألوان.. والآخر رقيق الجسد.. زائغ النظرات.. كثير الحركة.. من اتجاهين مختلفين..

الحتمي:

بالطبع سيظهر.. يزيل تلك الخرافات..

يستبدل الغموض بتراكيب محكمة..

تنبع من منطق كون سببي.. سيكون مجيئه مقدمة..

وأفكاره حدث يلحظ رأي العين..

الشاعر:

في ظل الحب يعيش الناس..

ينفك القيد عن الأعناق..

الحتمي:

يأتي ليزيل النقص الكامن ببشريتنا المحدودة..

يمحو أمراض الحب..

الرحمة.. الضعف البشري المتأصل..

الشاعر:

فلننبت في وادينا شجرة حب..

نأكل منها ثمرا طيب..

ولنشرب ماءً..

من نهر الرحمة والود..

ولنترك شجر البغض..

يتحرق في نار الغيظ..

الحتمي :

يأتي ليؤكد نبوءات من بشروا به..

غير ضعيف أو لين..

عقل خالص..

يمحو الزمن البائد والعشب السرطاني الكامن بالصدر..

كلمات من دم..

جنود من صخر.. أفكارا- حتمية تاريخ-..

الشاعر :

ملعون من يجمعنا في ظل الحقد..

كي يجعل منا آذانا صما..

لا تسمع من يدعو للحق..

ينتحيان جانبا في وضع الانتظار..

يخرج نفس رجل العصور الوسطى من الإطار المظلم.. مرتديا دروع محارب.. يتجه إلى الضوء مرددا :

اقطف واصرخ في كل الأرجاء..

كي تجلد وتموت..

كي تصبح في روض الشهداء..

مجنون مضطرب الخطوات.. يمسك بيده لفافة تبغ ينفث دخانها في عصبية.. وعاشقة رقيقة الملامح.. سوداء الشعر..

المجنون:

سينقذني من لوثة الأفكار.. سيخبرني أن ما أشعر به..

وما أنطق به.. صدق..

سيمسح عني وصمة هذياني..

العاشقة:

سأخبره أني عشقته حلما..

انتظرته واثقة من إتيانه.. رسمته صورة..

دثرتها بمشاعري.. تسلل إليها غبار الزمن..

فأصبحت ذكرى تنتظر قدومه.. كي تبعث من أكفان الصدر..

سأرى الضياء العذب في وجنتيه.. وأرى بعينيه نشيد الحياة..

يخرج رجل العصور الوسطى من الباب المظلم.. عجوزا أنهكته السنين.. يتجه إلى الضوء مرددا :

إما تأتمُّ بصوته..

أو عاد دفينا في قبره..

إما تأتم بصوته..

أو عاد دفينا في قبره..

من ناحية الضوء يخرج ستة رجال يكونون دائرة.. كل منهم ظهره إلى الآخر.. أثناء حركتهم البطيئة إلى الإطار المظلم يلتف الجميع حولهم في دائرة أخري.. الصوفي يواجه أولهم.. رجل المذبح يواجه ثانيهم.. الشاعر يواجه ثالثهم.. الحتمي يواجه رابعهم

..العاشقة تواجه خامسهم.. والمجنون يواجه آخرهم ليكونوا دائرة مغلقة أخرى حول دائرة الآتين.

الصوفي للقادم الأول:

حررني من عشقي للمادة..

رجل المذبح للقادم الثاني:

أبغي فك الإلغاز..

الشاعر للقادم الثالث :

عدني أن يمحي الظلم..

الحتمي للقادم الرابع:

أدركتك بالعقل فامح ما دونه..

العاشقة للقادم الخامس :

أذبني بين حنايا صدرك..

المجنون للقادم الأخير الأول:

فليذهب عني العقل الآن...

يتحرك الجميع في صمت إلى الإطار المظلم ويختفون بداخله...

Saturday, December 1, 2007

نوستراداموس

في طفولتي قرأت كتابا عن نوستراداموس وتنبؤاته

وانبهرت كثيرا بهذا القادر على رؤية القادم في شكل سيريالي

ومليء بالغموض والالغاز الذي كنت أشعر أنه هو نفسه يراه ضبابيا غير واضح

ولا يتعمد هذا الإلغاز للهروب من محاكم التفتيش كما يرجح البعض

قرأت في هذا الكتاب عن نبوءته بحدث رهيب في الشهر السابع من العام السابع والتسعين بعد الألف وتسعمائة

أي قبل نهاية الألفية بثلاثة أعوام.. وانتظرت بعدها أعوام حتى أتى هذا العام

وكالعادة لم يحدث شيء

أو أنه حدث ولم أشعر به .. ولكن بقي انبهاري الشديد بنوستراداموس وحكاياته

....

..

.

من المئوية الأولى من نبوءات نوستراداموس ورد أن :

أجلس وحيدا في الليل في دراسة متكتمة

انها موضوعة على الحامل النحاسي ذي القوائم الثلاث

تخرج شعلة واهية من قلب الفراغ

وتدفع ما لا ينبغي الايمان به لأنه باطل

الرباعية الأولى من رباعيات نوستراداموس بكتابه قرون

بسبب النزاع والإهمال الفرنسي

سينعم المحمديون بثغرة

الأرض والبحر في سيناء سينقعان بالدم

وستغطي السفن والأشرعة ميناء مرسية

الرباعية الثامنة عشرة من رباعيات نوستراداموس بميناء مرسية

يكتشف الشيء المفقود المخبأ

سيحتفل بباستير كرمز إلهي

يحدث هذا عندما يتم القمر دورته العظمى

ولكنه نتيجة إشاعات أخرى ستتلوث سمعته

الرباعية 25 من رباعيات نوستراداموس بكتابه قرون

من أبراج الماء الثلاثة سيولد

رجل يحتفل بالخميس يوما دينيا له

سينمو صيته ومديحه وحكمه وسلطانه على البر والبحر

فيجلب البلاء للشرق

الرباعية 50 من رباعيات نوستراداموس بكتابه قرون

عندما يعتقدون أنهم رأوا الشمس في الليل

عندما يرون الرجل نصف الخنزير

ضوضاء .. صرخات .. معارك

يرونها تقع في السماوات

وستسمع البهائم المتوحشة وهي تتكلم

الرباعية 64 من رباعيات نوستراداموس بكتابه قرون

Tuesday, November 13, 2007

في الشعر الجاهلي

نظن أن أنصار القديم لا يطمعون منا في أن نغير لهم حقائق الأشياء أو أن نسمي هذه الحقائق بغير أسمائها ، لنبلغ رضاهم ونتجنب سخطهم ، ومهما نكن حراصا على أن يرضوا ومهما نكن شديدي الكره لسخطهم ............... لن نستطيع أن نسمي حقا ما ليس بالحق ، وتاريخا ما ليس بالتاريخ ، ولن نستطيع أن نعترف بأن ما يروى من سيرة هؤلاء الشعراء الجاهليين وما يضاف إليهم من الشعر تاريخ يمكن الإطمئنان إليه أو الوثوق به ، وإنما كثرة هذا كله قصص وأساطير لا تفيد يقينا ولا ترجيحا، وإنما تبعث في النفوس ظنونا وأوهاما ............ذلك أن أخبار الجاهليين لم تصلنا من طريق تاريخية صحيحة ، وإنما وصلت إلينا من هذا الطريق التي تصل منها القصص والأساطير .. طريق الرواية والأحاديث ، طريق الفكاهة واللعب ، طريق التكلف والإنتحال .فنحن مضطرون أمام هذا كله إلى أن نحتفظ بحريتنا كاملة ، وإلى أن نقاوم ميولنا وأهوائنا وفطرتنا التي هي مستعدة للتصديق والإطمئنان في سهولة ويسر . ونحن لا نعرف نصا عربيا وصل إلينا من طريق تاريخية صحيحة يمكن أن نطمئن إليها قبل القرآن إلا طائفة من النقوش لا تثبت في الأدب شيئا ولا تنفي باطلا ......... القرآن وحده هو النص العربي القديم الذي يستطيع المؤرخ أن يطمئن إلى صحته ويعتبره مشخصا للعصر الذي تلي فيه . فأما شعر هؤلاء الشعراء وخطب هؤلاء الخطباء فلا سبيل إلى الثقة بها .......... فلكل أمة تاريخها الصحيح وتاريخها المنتحل ، ولكل أدب قسمه الصحيح وقسمه المنتحل ، ولسنا ندري لم يريد أنصار القديم أن يميزوا الأمة العربية والأدب العربي من سائر الأمم والآداب ؟ ومن الذي يستطيع أن يزعم أن الله قد وضع القوانين العامة لتخضع لها الإنسانية كلها إلا هذا الجيل الذي ينتسب إلى عدنان وقحطان .............. يجب علينا أن نلغي عقولنا لنؤمن بأن ما يروى لنا عن الشعراء والكتاب والقواد والوزراء صحيح لأنه ورد في كتاب الطبري أو في كتاب المبرد أو في سفر من أسفار الجاحظ .. نعم يجب أن نلغي عقولنا ونستحيل إلى كتب متحركة ............ إذا فما مصدر هذه التفرقة التي يصطنعونها بين القدماء والمحدثين ؟ ما لهم يؤمنون لأولئك ويشكون في هؤلاء ؟... ليس لهذه التفرقة مصدرا إلا هذه الفكرة التي تسيطر على عقول العامة في جميع الأمم وفي جميع العصور ، وهي أن القديم خير من الجديد وأن الزمان صائر إلى الشر لا إلى الخير (الإنتروبي بتقول إن أي نظام معزول .. وأكبر مثال للنظام المعزول هو الكون كله .. بيروح في إتجاه زيادة العشوائية !!! ) وأن الدهر يسير بالناس القهقرى .... زعموا أن القمحة كانت في العصور الذهبية تعدل التفاحة ........... فهل تظن أن الذين يثقون بخلف وحماد والأصمعي وأبي عمرو بن العلاء يثقون بهم لسبب غير ما قدمت لك ؟.. كان هؤلاء الناس أحسن من المعاصرين أخلاقا وأقل منهم ميلا للكذب ، كانوا أذكى منهم أفئدة ، كانوا أقوى منهم حافظة ، كانوا أثقب منهم بصائر .. لماذا؟.. لأنهم قدماء ، لأنهم كانوا يعيشوف في هذا العصر الذهبي .
في الشعر الجاهلي
طه حسين

Sunday, November 11, 2007

حديث النبذ



أول لحظات الإنفصال ما كانت تعني له سوى آخر إنقطاع للرؤية

آخر بسمة تخلق على شفتيه بصدق

أو آخر دمعة تمحو قسوة من لا يدركون

Tuesday, October 30, 2007

اتئد

طويل طريقك لا تبتئس

ما زال في القلب بعض العنت

بعض الكراهية الكوابيس أطراف حقد

عليها اتئد

Saturday, October 27, 2007

كل

كل سنة وانتي طيبة

كل سنة وانتي كل سنة

Friday, October 26, 2007

وهن

يا صاحبي

إني حزين

طلع الصباح فما إبتسمت

ولم ينر وجهي الصباح

وخرجت في جوف المدينة أطلب الرزق المتاح

ورجعت في جيبي قروش

فشربت شايا في الطريق

ورتقت نعلي

ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق

قل ساعة أو ساعتين

قل عشرة أو عشرتين

وأتى المساء

في غرفتي دلف المساء

والحزن يولد في المساء

لأنه حزن ضرير

حزن طويل كالطريق من الجحيم إلى الجحيم

حزن صموت

والصمت لا يعني الرضاء بأن أغنية تموت

وبأن أياما تفوت

وبأن مرفقنا وهن

وبأن ريحا من عفن

مس الحياة فأصبحت وجميع ما فيها

مقيت

.






كل

Saturday, October 20, 2007

أنفاق زمنية


في الأسبوع التالي انهالت الهجمات على الجامعة بطريقة متوحشة ، فقد عفي من منصبه فجأة أحد الزملاء في قسم الرياضيات يدعى ليفي كان قد حصل على نياشين في الحرب العالمية الأولى .. كان إستياء أعضاء هيئة التدريس الشبان كبير لدرجة أننا هددنا جميعا بالإستقالة من وظائفنا الجامعية والتأثير على كثير من زملائنا لاتخاذ هذه الخطوة . قبل المضي في هذا الإتجاه قررت الرجوع إلى رأي أحد أساتذتنا الذي كان حائزا على ثقتنا جميعا ، ومن ثم رجوت ماكس بلانك أن يسمح لي بمقابلته وذهبت بناء على ذلك إلى بيته في شارع فانجينهايم في منطقة جرون فالد ببرلين .
إستقبلني بلانك بحجرة المعيشة ذات الضوء الخافت والمؤثثة على الطراز الكلاسيكي ، ظهر بلانك في هذه اللحظات وكأنه قد أصبح شيخا عجوزا منذ لقائنا الأخير قبل بضعة سنوات ، لقد زحفت على وجهه التجاعيد العميقة وبدت ضحكاته أثناء إستقبالي مليئة بالألم وكأنه قد بات متعبا بلا نهاية .
بلانك :
هيزنبرج .. لقد أتيت للحصول على نصيحة مني بشأن القضايا السياسية ، ولكني أخشى أنني لم أعد قادرا على إبداء النصح بعد ، لقد نضب أملي في إمكانية مقاومة الكارثة التي حلت بألمانيا وبالجامعات الألمانية قبل أن تقص علي عن الأحداث الهدامة في ليبتزيج والتي ليست أكثر أثرا من الأحداث الهدامة هنا في برلين ، إنني أريد أن أخبرك عن حديث قمت به منذ بضعة أيام مع هتلر ، لقد كان لدي الأمل من أن أوضح له أي قدر من الخسائر ستحل بالجامعات الألمانية وعلى وجه الخصوص أبحاث الفيزياء في بلدنا عندما نقوم بطرد زملائنا اليهود من ألمانيا وكيف أنه من السخف وعدم الأخلاق القيام بمثل هذه التصرفات ، وذلك بأن الموضوع يتعلق هنا بأناس يعتبرون أنفسهم ألمان مائة بالمائة وأنهم كانوا قد قدموا أرواحهم في الحرب الأخيرة من أجل ألمانيا مثل كل الآخرين . ولكن هتلر لم يبد أي تفهم لكل هذا .. بل والأكثر من هذا أنني قد لاحظت أنني ببساطة لا أملك اللغة التي يمكنني التفاهم بها معه .. لقد فقد هتلر كل صلة حقيقية بالعالم الخارجي . انه يشعر أن كل ما يقوله الآخرون يعتبر مضايقة ثقيلة ينبغي عليه تخطي سماعها عن طريق ترديد العبارات الرنانة حول تحلل الحياة اليومية في الأربعة عشر عاما الماضية وحول أهمية وضع حد لهذا السقوط في اللحظة الأخيرة .
بالإضافة إلى ذلك فإنني قد أخذت انطباع شديد أنه يعتقد شخصيا في هذا الهراء وأنه قد هيأ نفسه لهذا الإعتقاد من خلال عزلها عن كل المؤثرات الخارجية ، انه قد أصبح محتلا بما يسميه أفكاره ، ولم يعد من الممكن الحديث معه بتعقل وأنه سيؤدي بألمانيا إلى كارثة حقيقية .
بعد ذلك بدأت أخبر بلانك عن الأحداث في ليبتزيج والخطة التي نريد القيام بها نحن أعضاء هيئة التدريس الشبان ، وهي التنازل عن درجة الأستاذية والتأكيد بوضوح على مبدأ ( إلى هنا وليس أكثر ) ، ولكن بلانك كان مقتنعا منذ البدء بعدم جدوى هذه الخطة .
بلانك : إنني مسرور لأنك كإنسان شاب ما زلت متفائلا هكذا ولأنك تعتقد أنك بمثل هذه الخطوات تستطيع إيقاف المأساة عند هذا الحد ، ولكنك للأسف تغالي بشدة في تقدير تأثير الجامعات وطبقة المثقفين والمفكرين ، ان الرأي العام لن يسمع عمليا عن خطوتك ... الجرائد لن تكتب عن إستقالتكم أو سوف تذكر ذلك بطريقة خبيثة بحيث أن أحدا لن يفكر في إستنتاج أي عواقب جادة لهذه الخطوة ، إسمح لي أن أقول : إن الإنسان لا يستطيع التأثير على سير الهطيل الجليدي بعد أن يكون قد تحرك فعلا ، إن كمية ما سوف يحطمه هذا الهطيل وعدد القتلى كل ذلك قد تقرر بالفعل وفقا للقوانين الطبيعية ، حتى وإن كان ذلك ما زال غير معروف لنا .. حتى هتلر نفسه لم يعد يستطيع التحكم في سير الأحداث ، وذلك لأنه يعتبر محكوما بأفكاره وليس متحكما فيها .
إنه لا يستطيع أن يعرف ما إذا كانت القوة التي أطلق عنانها سترفعه في النهاية أم أنها ستنسفه بطريقة رهيبة ، إن خطواتك إذا حتى نهاية الكارثة سيكون لها أثر عكسي عليك أنت فقط .. ربما ما ستفعله سوف يكون مؤثرا على الأكثر بعد وقوع النهاية التي يجب أن نهتم بها من الآن ، إذا إستقلت فإنه لن يتبقى أمامك على أفضل الظروف سوى البحث عن وظيفة في الخارج ، وما يمكن أن يحدث في الأحوال السيئة لا أريد الحديث عنه .
إنك ستصبح في الخارج تابعا لكتلة كبيرة من الناس الذين هاجروا ويبحثون عن وظيفة ، وربما تستطيع الحصول على وظيفة لأنك فضلت على آخر في حاجة ماسة إليها. ربما تستطيع العمل هناك براحة تامة وذلك لأنك ستصبح بعيدا عن الخطر وبعد نهاية الكارثة يمكنك إذا أردت أن تعود إلى ألمانيا بنفس مطمئنة لأنك لم تساوم مع ألمانيا المنهارة . ولكن حتى ذلك الحين فربما تكون بعض السنين قد مرت وربما تكون أنت قد تغيرت وتغير الناس في ألمانيا وأنه من غير المعروف الآن مدى قدرتك عندئذ على التأثير في هذا العالم المتغير ، إذا لم تقرر الإستقالة وظللت هنا فإنه سيكون لديك واجب من نوع آخر ، وربما يتحتم عليك إنقاذا لحياتك أن توافق من وقت لآخر على مقايضات معينة . ولكنك تستطيع مع آخرين بناء جزر جديدة للحياة انك تستطيع أن تجمع الشباب حولك ، وتريهم كيفية اقامة علم مفيد ومن خلال ذلك المحافظة على معايير القيم القديمة الصحيحة في عقولهم . بالطبع لا نعرف كم من هذه الجزر ستظل قائمة بعد الكارثة ، ولكنني واثق من انه حتى ولو كانت هناك مجموعات صغيرة من الشباب الموهوب التي يمكن بناؤها في ظل هذه الروح والمرور بها خلال المحنة سوف تكون نافعة للغاية في مرحلة إعادة البناء بعد النهاية . وذلك لأن هذه المجموعات يمكن أن تمثل بذرة صالحة تبنى فيها أشكال جديدة للحياة .
في طريق العودة مرت برأسي أفكار كثيرة .. لو أن أحد أفراد عائلتي يقاسي تحت تأثير عدوى ما مرض الموت ، فهل يكون الحل الصحيح ترك البيت لكي لا تنتقل العدوى إلى مكان آخر؟ ، أو هل الحل هو رعاية المريض حتى ولو لم يعد هناك أمل ؟ولكن هل من المسموح لنا مقارنة ثورة ما بالمرض العضال ؟
ألم تكن هذه طريقة رخيصة للقضاء على معايير القيم القديمة ، واذا ماذا كانت المقايضات التي تحدث عنها بلانك ؟
في بداية كل محاضرة كان يتحتم علينا رفع أيدينا تنفيذا للأوامر التي أقرها الحزب الإشتراكي القومي .. كم من المرات التي قمت بها قبل ذلك بتحية معارفي بأن رفعت يدي ؟..
تحتم علينا توقيع الخطابات الرسمية ب ( تحيا هتلر ) .. كم كان ذلك محزنا لنا جميعا .. تحتم علينا أيضا المشاركة في الحفلات والمارشات العسكرية .. هل كان تصرف فيلهلم تيل صحيحا عندما امتنع عن تحية الجيسلر هوت ؟
كيف يمكن أن يتفق سلوكنا مع مبدأ كانط ( على الإنسان أن يتصرف بحيث يمكن لتصرفه الذاتي بأن يصبح قاعدة عامة ) ؟

الجزء والكل



فيرنر هيزنبرج




Friday, October 19, 2007

هرتلة

أقل مقابل للصراحة .. التفهم .. وكل ما كان الصدق أكبر .. كل ما كان متطلب قدرة أكبر على التفهم ... ويمكن عشان البشر معندهمش القدرة على تفهم مطلق .. ربنا حجب عنهم الصدق المطلق .. الصدق اللي ميتنطقش باللسان .. ييجي بس بانك تشوف جوا الانسان .. تشوف إنفعالاته .. أحاسيسه .. أفكاره المتنتورة اللي ملهاش علاقة ببعض .. ربنا بس اللي عنده القدرة على تفهم مطلق .. عشان كده إختص نفسه بالصدق المطلق .. إختص نفسه بانه الوحيد القادر على انه يشوف جوانا .

Thursday, October 18, 2007

معا أفضل


الإصدار الأول لسلسلة ورقة وقلم



تتشرف ورقة وقلم -تجمع أدبى غير هادف للربح - بأن تعلن نتيجة سلسلة ورقة وقلم و أسماء الكُتاب الذين تم اختيارهم نشر أعمالهم الإبداعية بالدفعة الأولى من السلسلة، وهم
أولاً: فى مجال القصة القصيرة
القاص/ ولــيــد خــطــاب
عن مجموعته مكتوب على الحافة
القاصة/ دعــاء عــبــده
عن مجموعتها أشجار أفزعها البرق
ثانيًا: فى مجال شعر العامية
الشاعر/ مــحــمــد ســالــم
عن ديوانه هنجرانى
ثالثًا: فى مجال شعر الفصحى
الشاعر/ مــحــمــد مــصــطــفــى
عن ديوانه يشبهنى تمام الشبه
رابعًا: فى مجال الرواية
حُجبت
خامسًا: فى مجال النقد الأدبى
لم يتقدم أحد
سادسًا: فى مجال الكتابة المسرحية
لم يتقدم أحد
كما حُجب العمل الثانى فى كلاً من شعر العامية وشعر الفصحى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شــكــر وتــقــديــر
تتوجه ورقة وقلم بخالص الشكر والنقدير إلى السادة أعضاء اللجنة الاستشارية لسلسلة ورقة وقلم والذين أنفقوا من وقتهم وجهدهم من أجل مشروعنا عن طيب خاطر ومن أجل أن تخرج هذه السلسلة إلى النور
وتتوجه ورقة وقلم بالشكر والتقدير إلى جميع السادة الكُتاب الذين تقدموا إلى السلسلة ليضيفوا إليها باهتمامهم وبأعمالهم الإبداعية
كما تتوجه بالشكر والتقدير إلى جميع السادة الذين اهتموا بنشر الإعلان عن فتح باب التقدم للسلسلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورقة وقلم تتقدم بخالص التهنئة إلى السادة الكُتاب الذين تم اختيار أعمالهم المميزة للنشر بسلسلة ورقة وقلم وبخالص تمنياتنا لهم بمستقبل وافر المجهود والنجاح، علمًا بأن أعمالهم سوف تبدأ طباعتها خلال أيام

Monday, October 8, 2007

عايز حقك ؟


تفتكر لو الطاقة النفسية اللي بنضيعها في التفكير في الجنس إتوفرت كان ممكن نستغلها ف إيه؟ الجنس كرغبة طبيعية مش مرفوضة ف حد ذاتها .. والتفكير فيه برضه مش مشكلة .. لكن إن معظم حياتنا تدور في فلك التفكير فيه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة واللي بييجي على حساب حاجات كتير في حياتنا .. أكيد ده مشكلة ..

لما يكون إختياري للبسي وعدة الموبايل اللي شايلها .. حتى طريقتي ف التعامل والكلام .. كلها موجهة لاجتذاب الجنس الآخر وإني أبقى حد جذاب بالنسباله .. مجرد محاولة للبحث عن حد أكبر من الاقتراب ..

مش احنا لوحدنا اللي بنعمل ده .. حتى الغرب اللي شايفينه الصورة المثالية لكل فعل إيجابي بيعملوا ده .. هقولك أكيد .. بس ده بيشكل جزء من الحياة .. مش كلها .. متخيلين إن حياة الغربي اربعة وعشرين ساعة شرب وممارسة ..

الرسول كان بيقول ( من إستطاع منكم الباءة فليتزوج ) ..

الجواز بغض النظر عن التسمية .. إستقرار .. إستقلال بحياة خاصة .. وممارسة لغريزة أساسية

من سن سبعتاشر تمنتاشر ده بيحصل بالنسبة لأي شاب غربي .. احنا عندنا الشاب بتفضل حياته مرتبطة بحياة أسرته لغااااية ميتجوز .. ومتوسط سن الجواز عندنا من ستة وعشرين لتلاتين ..

يعني متأخر ع الأقل تمن سنين عن العمر الطبيعي للإستقلال الحاصل بصورة أو بأخرى ف المجتمعات اللي مش ( شرقية / عربية / إسلامية ) ...

لغاية وقت قريب بالنسبة للتاريخ ده مكنش حاصل .. يمكن لغاية جيل الآباء أو الجد الأول بالكتير .. عادي جدا إن والدتك أو جدتك تكون إتجوزت وهي عندها ستاشر سبعتاشر سنة ، ووالدك أو جدك وهو عنده تسعتاشر عشرين سنة ..

نرجع للتمن سنين اللي كنا بنتكلم عنهم .. من تمنتاشر لستة وعشرين كحد أدنى .. فترة طاقتك النفسية وقدرتك على العمل في قمتها .. تفكيرك الإيجابي في قمته .. طموحك مالوش سقف ..

تقريبا كلنا موجودين جوا حد التمن سنين دول .. بتعمل فيهم ايه ؟.. غير إنك تفكر ف اليوم اللي هتمارس فيه الجنس .. أو تفكر ف اللبس وعدة الموبايل أو علاقاتك بالجنس الآخر اللي هتزود إحتمال إن ده يحصل .

Saturday, September 29, 2007

لو تروح

لو تروح
وتقول مسافر
مين؟
يسأل علينا .. مين؟
دول هما طوقين غوايش
والحنين م الدمع بايش
عمرنا .. مات ولا عايش؟
مين ؟.. يسأل علينا .. مين؟
في المسا زي الصباح
واللي جاي .. فين واللي راح ؟
خدنا إيه غير الجراح
مين؟.. يسأل علينا .. مين؟
خدت حسك من بيوتنا
مين يقول إنك تفوتنا ؟
قلنا لما إنبح صوتنا
مين ؟.. يسأل علينا ؟.. مين؟

Saturday, September 22, 2007

عن السينما لو ينفع يعني


لما السينما بدأت .. بدأت ككائن متطفل تستعير من كافة الفنون الأخرى .. من تطفلها على الصورة لعبة الفن التشكيلي الأولى وتحريكها من سكونها اللي فضل أكتر من خمس تلاف سنة على جدران المعابد الفرعونية وتشكيلات اليونان وفناني عصر النهضة الأوربية ... تحريك الصورة من سكونها الذي طال وإعطائها بعد ثالث كان النحت يفخر به على كافة الفنون الأخرى .. سلب الحبكة والحدث من الرواية ..إستعانت بالموسيقى .. الفن النبيل المترفع على كل حواس البشر .. كخلفية للصورة والحركة .. تمازج أخاذ بين كافة الفنون المعروفة سحر لب معظم متلقي الفنون الى الحد الذي ووصل ببعضهم – وهو ما لا يعترف به أرباب الفنون الأخرى وأنصارها - أن يكتفوا بالإشباع الذي تحدثه لهم السينما والإاستعاضة بها عن كافة الفنون الأخرى .. بالضبط كما حدث هذا مع الغناء .. التحايل الخبيث على الأذن والحس لتقبل وهضم الموسيقى النقية اللي بيبقى صعب هضمها على كثيرين الآن .

حتى الشعر .. مفوتتهوش السينما وظهر في فرنسا مدرسة شعرية في السينما تحاول إستخلاص لب الروح الشعرية ونقلها إلى السينما وعملوا خطوات مشجعة جدا في الإتجاه ده ..

ممكن يبانلنا ببساطة ان السينما .. فن القرن العشرين اللي بدأ بتسجيل لقطات لقطار يتحرك ومجموعة من العمال بيخرجوا من المصنع بعد انتهاء وردية الشغل .. وهو ما يوحي بأن فكرة السينما بدت في البداية وكأنها نوع من التوثيق والحفظ للحظات والأحداث .. متخيل إن اديسون لما إتشكك في كاميرا التصوير السينمائي ومستقبلها تجاريا ومش هنقول فنيا كان مرتبط بالواقع اللي دايما بيشيلنا مفاجآته .. اللي كان أكبرها ان السينما بقت الطوفان .. أو غول الفنون وأكثرها تأثيرا على الإطلاق للحد اللي يوصل بالمخابرات الأمريكية لإنتاج أفلام ضخمة على نفقتها الخاصة كمشاريع أمن قومي سرية منها فيلم جيفارا اللي قام ببطولته عمر الشريف .

خدني الكلام مع اني لما بدأت كنت ناوي أتكلم عن .. امممم .. فيلم

The Fountain

حد منكوا شافه .. أقولكوا .. نخليها مرة تانية بقى

Monday, September 17, 2007

مع الإعتذار للفن الراقي

الله يسهله

إوعى يا قلبي تميله


خليك يا طير ف الهوا طاير على كيفك

شرق وغرب ولاعبني على كيفك

والصبر طيب

وحبيب القلب واد صابر وعلى كيفك

لما يقولولي تعب م اللف والترحال

كل اللي سابك عشانهم خلوا حاله حال

هتلاقي عندي الدوا اللي على كيفك

الله يسهله

إوعى يا قلبي تميله

أنا أدوس واعدي

ولو هو قدي

أشوفه هيعمل ايه

بكرة الشوق يجيبه

ويعرف مين حبيبه

مين اللي يخاف عليه

وكتر ألف خيره

معرفش جرحني ليه

ولا أروح ولا آجي

أنا براحتي ومزاجي

والصبر يا عيني عليه

عديتله مرة

مرتين

وسامحته مرة

مرتين

إكمني طيب

حبتين

يجرح واطيب

حبتين

لو أي حد تاني ف مكاني كان يعمل ايه

خليتها عليا

حبتين

زاد ف القسية

حبتين

كل أما أسامح

حبتين

بيبقى جارح

حبتين